الحب حرفان
**********
حروف الحب اثنان، حاء و باء
فما معنى الحرفان؟
هل يوجد واحد منا فكر فيهما؟
هل من إنسان رجع إلى مغزاهما ؟
هل منا من تعمق في فهمهما؟
الإجابة: هي أننا لم نعط أهمية إلا للمفهوم العام للحب الذي يتجلى في عاطفة نحس بها ونعيشها
لذا اسمحوا لي أن أتطرق إلى هذا الجانب الخفي من كلمة الحب التي تعتبر من أسمى الكلمات
الحب حرفان أولاهما حاء و ثانيهما باء.
- و وقوفنا بتمعن على الحرف الأول حرف الحاء، نستنتج إنها كلمات متداخلة الواحدة تكمل الأخرى في حرف واحد:
* الحاء ... حبيب وحبيبة... لا علاقة حب بدون هذين العنصرين فهما أساس لبناء الحب.
* الحاء ...حرية... فبالحب نحس بالحرية التامة في الأحاسيس و العاطفة، في التعبير عنها، حرية تامة في التصرفات.
* الحاء... حماس... فالحب يعطينا القوة و الحماس للحياة و الدفاع عنها.
* الحاء... حلم... فبالحب أحلامنا تتزايد و تنمو، الحلم بحياة جديدة و التقدم بها إلى الأمام، الحلم تمنى و جود المحبوب بقربنا على مدى الحياة.
* الحاء... حنو و حنان... فالحب يبعث في النفس الحنو و يخرج عاطفة الحنان من حيث لا ندري. –
* الحاء... حياة... فالحب يجمع كل مفاهيم الحياة عند المحب، التي تتجلى في قدرته على العطاء و المنح، على مواجهة جميع مصاعب الحياة في عزمه على الوصول إلى مراده و تدمير كل العوائق التي تواجهه، الحب هو حياة المحب و المحبوب بحلوها و مرها بصعبها و سهلها... بقوتها و ضعفها... بكل ركن فيها و عنصر.
- نأتي على الحرف الثاني المكمل هو حرف الباء، حرف لا يكون إلا كلمة واحدة بانتمائه لأسمى كلمة في الكون كلمة الحب، و هي كلمة بداية.......فالحب بداية كل شيء الحب بداية حياة جديدة، أحلام جديدة، بداية التحرر من القيود، بداية الحماس الذي يدفع المحب إلى مواجهة الحياة، بداية لتحسن العلاقات مع الآخرين و إضافة الإحساس بالحنان على الآخرين، في الإحساس بآلامهم، مراعاة شعورهم، بداية المنح و العطاء دون قيود.
فالحب بمعنى أعم بداية لكل شيء جميل في هذه الحياة مما يضفي عليها رونقا و طابعا جديدا.
بهذه الدراسة لهذين الحرفين الرائعين... لن نركز فقط على الأنواع المعروفة و المتكررة في حياتنا للحب، بل نستنتج أنهما يفضيان بنا إلى أسمى الأنواع الموجودة في هذا الكون هو حب الله و هو ما سمي بالحب الإلهى و الدليل على سموه دون الأنواع الأخرى أبيات شعرية لأشهر متعبدة عربية و هي رابعة العدوية حيث تقول:
[FRAME="6 70"]أحبك حبين حب الهوى ******** و حب لأنك أهل لذاك
فأما الذي هو حب الهوى ******** فشغلي بذكرك عمن سواك
و أما الذي أنت أهل له ******** فكشفك لي الحجب حتى أراك
فلا الحمد في ذا و لا ذاك لي ******** و لكن لك الحمد في ذا و ذاك[/FRAME]
فحين نحب الله نقوي إيماننا، و الإيمان من أهم أسس هذا الحب السامي، فبه نوثق علاقتنا بالحق سبحانه و تعالى، يدخلنا في حياة روحانية جديدة بعيدة عن الكره أو النفاق أو الكذب، و أكبر دافع لذلك هو أن الخالق سبحانه و تعالى لا يحب كلمة كره بدليل عدم ذكرها في أعظم الكتب وهو القرآن الكريم و حث الرسول الكريم على حب الناس و الاخاء بينهم حيث يقول سبحانه و تعالى: (لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك)
كلمة حب اذن حرفان لكنها مجموعة كلمات يجمع مغزاها كلمتا الإيمان و التقوىتؤدى بنا الى أعظم وأسمى وأقوى حب هو حبنا لله و رسوله الكريم و حب الله و الرسول لنا حيث يقول الحق سبحانه و تعالى في القرآن الكريم ( قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله صدق الله العظيم)